الأحد، 27 نوفمبر 2016

كيف يحدث تعطيل العشار عند النفخ في الصور؟ وما هو تعطيل العشار؟



كيف يحدث تعطيل العشار عند النفخ في الصور؟ وما هو تعطيل العشار؟
                           
لماذا يحدث تعطيل العشار عند النفخ في الصور؟ وما هو تعطيل العشار؟ أولا: قال الله تعالي:في سورة التكوير(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ(4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ(7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَاأَحْضَرَتْ(14)/التكوير)،

 إن المتتبع لآثار النفخ في الصور (النفير) سيعلم أن هذا النفخ سيكون له تداعيات متدرجة ،وذلك نتيجة للتدرج الذي سيحدث أثناء عملية النفخ ،وقد لا يستمر هذا التداعي طويلاً بل قد لا يأخذ إلا برهة من الزمان بتقديرنا لكنه سيحدث فعلاً،وقد سجل القرآن الكريم لقطات مجسدة  لهذه التداعيات،لأنها مما ينطوي عليه أحوال الكائنات لحظة النفخ في النفير ،فمن هذه التداعيات ما هو ممتد الوقت ومنها ما هو قصير الوقت، ومنها ما هو قصير الوقت جداً، ولم يعول القرآن الكريم علي زمن الحدث مثلما عول علي الحدث نفسه، فمن هذه الأحداث التي عول عليها دونما النظر إلي زمن حدوثها: تكوير الشمس فقال (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)،ومنها انكدار النجوم وتبعثرها فقال  (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ )،ومنها  تسيير الجبال نتيجة نفخة الصور دونما النظر إلي وقت حدوثها فقال(وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) ،ومنها  تعطيل العشار حين حدوث النفخة دونما النظر إلي وقت حدوثه فقال ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4).. ولا شك أنه بإحساسنا كمراقبين لزمن الأحداث مستخدمين مقايسنا المحسوسة فإن الوقت المستهلك لحدوث تكوير الشمس يختلف طوله عن الوقت المستهلك لإنكدار النجوم،والوقت المستهلك لحدوث تسيير الجبال نتيجة نفخة الصور يختلف طولاً عن الوقت المستهلك في تكوير الشمس وانكدار النجوم وتعطيل العشار، وحشر الوحوش، وتسجير البحار وحشر الوحوش وكل ذلك سيحدث بتفاوتات زمنية نتيجة نفخة النفير، وقد سجل القرآن الكريم حال العشار لحظة النفخ في الصور وسجل مسار الأحداث الخاصة بها منذ حدوث النفخة إلي حدوث الصعقة بالنسبة للعشار،كما قد سجل قبلها أحوال الشمس وتكويرها، والنجوم وانكدارها والجبال وتسيرها، والوحوش كذلك  بعدها وحشرها ،والبحار وتسجيرها، والنفوس وتزويجها،ودون النظر إلي وقت حدوث تعطيل العشار فقد بين القرآن الكريم أن نفخة الصعق سيكون من تأثيرها تعطيل العشار علي أحد ثلاثة احتمالات نظرية ممكنة الإحتمال، الأول هو:أن يكون للنفخة النفيرية تأثيرها المجهض لحمل العشار من الأنعام،والإبل بفعل تدافع موجات الصوت المصخوخة من النفير قبل حدوث انفجار أرحامها ثم انفجار سائر أعضائها،وهذ الإحتمال هو الراجح لسببين: السبب الأول: أ) وقوع العشار تحت طائلة موجات الصوت التدافعية التضاغطية المضطردة القوة مما يعرضها للسقوط، والإجهاض قبل الصعق،وذلك لأن أول تأثيرات العامل الميكانيكي للموجات التضاغطية هو تفجير الأعضاء ذات الحجم الكبير قبل تلك التي يقل أحجامها مثل الأعضاء قليلة الحجم كالقلب والكبد والطحال والمخ،وسائر الخلايا الحية داخل أجساد الأحياء من الكائنات، فأرحام العشارمنتفخة متحملة بأجنتها، ولذلك ستعطل بانفجارها وهو حدث مرئي ظاهر،أظهر من انفجار القلب والمخ وسائر الأعضاء،وتلك الأعضاء سيكون انفجارها أظهر من انفجار الأعضاء الأصغر في جسم الكائنات كالخلايا البشرية والحيوانية والنباتية، والتي سيحدث لها انفجار لاحق بفعل الموجات التضاغطية الصوتية، وهذه الخلايا سيكون انفجارها أظهر وقبل انفجار محتوياتها من العناصر المكونة لهذه الخلايا كالعناصر المعدنية الموجودة بالخلايا مثل الكالسيوم والبوتاسيوم، والصوديوم والماغنيسيوم، وهكذا،وهكذا ستعطل العشار بانفجار أرحامها حين وقوعها تحت طائل نفخة الصعق الصادرة من النفير بواسطة اسرافيل الملك.
إن هذا الاحتمال هو الأرجح علي الإطلاق لأن لحظات انفجار أرحام الحوامل من النساء والعشار من الأنعام  حدث حتمي لتدافع موجات النفير الصوتية المصخوخة منه، ولأن القرآن الكريم قد سجله في صفحات كتابه الخالد، فقال بالنسبة للنساء(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) /سورة الحج)،وقال بالنسبة للأنعام(وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4)/سورة التكوير، رغم أنها تدخل في المعني العام لقوله تعالي (وتضع كل ذات حمل حملها)، فالعشار ذوات حمل لكنها من الأنعام وهي معنية بهذا المنطوق في المعني العام.ب) السبب الثاني:هو أنه قرار إلهي مقرر في قوله تعالي(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ  وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا)، بدخولها في اللفظ العام، لكل ذات حمل ،  والإحتمال الثاني المفسر لتعطيل العشار هو انصراف الناس ممن يقتنون هذه العشار عن شئونها من الإطعام  وحلب دراتها، بانشغالهم بالنفخة عنها، وهذا الاحتمال ضعيف وواهٍ لأنه لا تعطل العشار به، بل هي محتفظة بوظائفها الحيوية مع هذا, فمدلول لفظة تعطيل العشار،هو تعطيل فسيولوجي وظيفي  لوظائف أرحامها بفعل مفسد لوظيفتها (النفخة المسقطة لعشرها والمجهضة لأرحامها).
ولا يبقي غير احتمال تعطل العشار بتفجر أرحامها بفعل موجات النفير الصوتية التضاغطية الهادرة من القرن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق